هي بداية تأريخنا ومجدنا .. كلمة بدأت مسيرتنا المقدسة .. وتغير بها وجه الأرض .. ومن تاريخ نزولها أشرق الأرض بنورها .
فأصبحت تلك اللحظة هي أسعد لحظة في حياة المسلمين .. وهي اللحظة الفاصلة بين الظلام والنور.. إنها .... كلمة ( اقرأ ... )
واختيار ( اقرأ ) من بين القواميس له سر عجيب .. فلم يكن في مكانها غيرها من الكلمات .. اكتب . تكلم . ادع . قل . وغيرها ..
إنها اقرأ .. فيا لها من كلمة جلية .. جميلة .. أصيلة .
ـ اقرأ يا محمد قبل أن تدعوا .. ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك .. إن ( اقرأ ) منهج حياة .. ورسالة حية لكل حي . تطالبه بتحصيل العلم النافع وطلب المعرفة . . وأن يطرد الجهل عن نفسه وأمته .
أين يقرأ ؟! بأبي هو وأمي . لا رأى كتاباً ولا حمل قلماً ولا ارتاد شيخاً ....
يقرأ أولاً باسم ربه .. كلام ربه .. فمصدره الأول الوحي يتلوه غضاً طرياً .. ويقرأ في كتاب الكون المفتوح .. ليرى أسطر الحكمة تخطها أقلام بقدرة .
وكتابي الفضاء أقرأ فيه **** صوراً ما قراتها في كتاب
( اقرأ ) ... هي رسالة موحية لها دلالات وأسرار وأبعاد .
فهي ابقاء الهمة تطلب الهدى من مظانه ... وتغوص في فهم الحياة .. وتبحث عن الحقيقة .. وتنكشف أسرار الكون .. وتطالع البينات في الإنسان والحيوان والجماد ... وتسافر مع البحث العميق والدراسة المتأنية والعمق المعرفي الذي يكشف عظمة الخالق .. وقدرة الباري .. وحكمة الصانع جل في علاه .
فروح الروح أرواح المعاني *** وليس بأن طعمت ولا شربتا