هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك يا |زائر| في سوق السراي
 
شبكة قلوب العربأحدث الصورالرئيسيةالتسجيلدخول

شاطر | 
 
 

  ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Qoloob
مشرف قلوب العرب
مشرف  قلوب العرب
avatar

الدولة : العراق
عدد المساهمات : 484
تاريخ التسجيل : 30/07/2010
ذكر
 
مُساهمةموضوع: ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله    ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 18, 2010 6:06 pm

 

ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم " ومن يستعفف يُعفّه الله ومن يستغن
يُغنه الله ومن يَتَصَبَّر يُصّبِّره الله وما أعطِيَ أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر"
رواه البخاري



هـذا الحديث اشتمل على أربع جمل جامعــة نافعة :
إحداها : قوله " ومن يستعفف يعفه الله "
والثانية : قوله " ومن يستغن يغنه الله "


وهاتان الجملتان متلازمتان ، فإن كمال العبد في إخلاصه لله رغبة ورهبة وتعلقاً به دون المخلوقين ،
فعليه أن يسعى لتحقيق هذا الكمال ويعمل كل سبب يوصله إلى ذلك حتى يكون عبداً لله حقاً حُرّاً من رق
المخلوقين . وذلك بأن يجاهد نفسـه على أمرين :
انصرافها عن التعلق بالمخلوقين بالإستعفاف عما في أيديهم فلا يطلبه بمقاله ولا بلسان حاله .
ولهـــذا قال صلّى الله عليه وسلم لعمر "
ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه نفسَك "
رواه مسلم ،


فقطع الإشراف في القلب والسؤال باللسان ، تعففاً
وترفعاً عن مِنن الخلق وعن تعلق القلب بهم ، سبب قوي لحصول العفة .



وتمام ذلك : أن يجاهـد نفسه على الأمر .
الثاني : وهو الإستغناء بالله والثقة بكفايته ، فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه .وهذا هو المقصود .
والأول وسيلة إلى هذا.



فإن من استعف عما في أيدي الناس وعما يناله منهم : أوجب له ذلك أن يقوى تعلقه بالله ورجاؤه
وطمعه في فضل الله وإحسانه ، ويحسن ظنه وثقته بربه والله تعالى عند حسن ظن عبده به إن ظن خيراً فله ،
وإن ظن غيره فله وكل واحد من الأمرين يمد الآخر فيقويه فكلما قوي تعلقه بالله ضعف تعلقـه بالمخلوقين وبالعكس .



ومن دعاء النبي صلّى الله عليه وسلم "
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى "
رواه مسلم


فجمع الخير كله في هذا الدعاء .
فالهدى : هو العلم النافع .
والتقى : العمل الصالح ، وترك المحرمات كلها .
هذا صلاح الدين وتمام ذلك بصلاح القلب وطمأنينته بالعفاف عن الخلق والغنى بالله .
ومن كان غنياً بالله فهو الغني حقاً ،وإن قلت حواصله .
فليس الغنى عن كثرة العَرَض إنما الغنى غنى القلب.
وبالعفاف والغنى يتم للعبد الحياة الطيبة والنعيم الدنيوي والقناعة بما آتاه الله .



والثالثة قوله "ومن يتصبر يصبره الله " .
ثم ذكر في الجملة الرابعة :
أن الصبر إذا أعطاه الله العبد فهو أفضل العطاء وأوسعه وأعظمه ، إعانة على الأمور .
قال تعالى ( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ) البقــرة , أي: على أموركم كلها .
والصبر كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة للنفس وتمرينها .
فلهذا قال " ومن يتصبر " أي : يجاهد نفسه على الصبر " يصبره الله " ويعينه وإنما كان الصبر
أعظم العطايا ، لأنه يتعلق بجميع أمور العبد وكمالاته وكل حاله من أحواله تحتاج إلى صبر .
فإنه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله ، حتى يقوم بها ويؤديها .
وإلى صبر عن معصية الله حتى يتركها لله وإلى صبر على أقدار الله المؤلمة ،
فلا يتسخطها بل إلى صبر على نعم الله ومحبوبات النفس ، فلا يدع النفس تمرح وتفرح الفرح
المذموم، بل يشتغل بشكر الله فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر .
وبالصبر ينال الفلاح .
ولهذا ذكر الله أهل الجنة فـقال
( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ، سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )
وكذلك قوله ( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا) فهم نالوا الجنة بنعيمها
وأدركوا المنازل العالية بالصبر .



ولكن العبد يسأل الله العافية من الإبتلاء الذي لا يدري ما عاقبته ،ثم إذا ورد عليه فوظيفته الصبر.
فالعافية هي المطلوبة بالأصالة في أمور الإبتلاء و الامتحان و الصبر يؤمر به عند وجود أسبابه
ومتعلقاته والله هو المعين وقد وعد الله الصابرين في كتابه وعلى لسان رسوله أمور عالية جليلة .
وعدهم بالإعانة فـي كل أمورهم وأنه معهم بالعناية
والتوفيق و التسديد و أنه يحبهم ويثبـت قلوبهم وأقدامهم ويلقي عليهم السكينة والطمأنينة ،
ويسهل
لهم الطاعات ، ويحفظهم من المخالفات ، ويتفضل عليهم بالصلوات والرحمة والهداية عند المصيبات .



والله يرفعهم إلى أعلى المقامات في الدنيا والآخرة .
وعدهم النصر ، و أن ييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى ووعدهم بالسعادة والفلاح والنجـاح ، وأن
يوفيهـم أجرهم بغيـر حساب ،وأن يخلف عليهم في الدنيا أكثر مما أخذ منهم من محبوباتهم و أحسن ،
يعوضهم عن وقوع المكروهات عوضا عاجلا
يقابل أضعاف أضعاف ما وقع عليهم من كريهة ومصيبة وهو في ابتدائه صعب شديد .
وفي انتهائه سهل حميد العواقـب .



" بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
"للشيخ عبد الرحمن السعدي

 

 

 

 


الموضوع : ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله  المصدر : موقع قلوب العرب

Qoloob ; توقيع العضو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
 
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى العام :: قسم الدين ألاسلامي-
أهلا وسهلا بك يا |زائر| في الموقع العربي الاول للتعارف والصداقة والزواج
قوانين وشروط استخدام موقع قلوب العرب | دردشة وشات قلوب العرب | تابعو قلوب العرب على الفيس بوك | تابعوا قلوب العرب على تويتر | الاشتراك في قلوب العرب